كذابة العالم المعاصر

نتيجة للتفوق الذي حققته الولايات المتحدة الأمريكية في كثير من المجالات في عصرنا الراهن . يبرز صنف جديد من هذا التفوق تستحق عليه الإدارة الأمريكية التسجيل في موسوعة ( جينز ) للأرقام القياسية.!. فقد زاحمت الدولة ( القطب الأعظم) الكذابين في العالم دولا ومؤسسات وأفرادا خلال هذا العصر. من أجل الفوز بلقب ( كذابة العالم) المعاصر!.
فلقد دأب أركان الإدارة الأمريكية وسيدهم( جورج بوش) على اعتبار المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية المتعلقة بالأمن والسلامة, تشكل الهدف الأول من وراء الاحتلال الأمريكي للعراق. بعد أن كشف زيف الادعاء بوجود ( أسلحة الدمار الشامل). وجعلت الديموقراطية ( الحجة الخجولة) والمفردة العائمة في جميع خطب الرئيس الأمريكي بشأن العراق.
وقد خاب ظن الكثيرين ممن تعاطفوا مع الأهداف المعلنة التي سبقت الاحتلال الأمريكي للعراق... وعندما وقع ( الفاس بالراس) ودمرت الجيوش الأمريكية دولة العراق ذات الثمانين عاما, وبعد أن( خربها وجلس على تلها) الرئيس الأمريكي..راحت معزوفة ( الوجود المؤقت) المشروخة تصم آذاننا..ولم نصدق مطلقا هذه المرة أنهم سيرحلون حال تمتع القوات العراقية بالقدرة على ( حفظ الأمن).. فلم تزداد القدرة! ولم يتحقق الأمن!! وطلعت ( البطيخة قرعة) و( ذاك الطاس وذاك الحمام). وها هي السنوات الأربع مرت والناهبون لثروات العراق في الداخل والخارج واللاعقون بجراحه في الداخل والجوار, يستمرؤون رائحة دماء أبنائه الطاهرة ويسبحون في بتروله ويؤججون مشاعر الكراهية ويوقظون الفتنة النائمة ويتصارع البعض في مواقع الحياة الإنسانية, ليسقط آلاف الأبرياء من العراقيين الطيبين دون ذنب اقترفوه. وليهجر أربعة ملايين مواطن, آمن مستقر, وليمارس الآلاف منهم ( سياحة إجبارية ) في مشارق الأرض ومغاربها. من اجل حياة آمنة ومعيشة مستقرة.. هذا في الواقع ما حصل عليه أبناء العراق. الذين ( خرجوا من المولد بدون حمص) فيما يثري أعدائهم ويمرحون بخير العراق.. وفي كل يوم جديد يسأل العراقي ( ها..وصلنا لو بعد.. يأتيه الجواب.. بعد شوية للجعب ).
والآن نقول لكل العراقيين إن وجد بينكم من يتصور أن الاحتلال الأمريكي سوف يرحل في المدى المنظور والقريب.. فانه واهم..واهم! فالولايات المتحدة الأمريكية تخطط لبقاء طويل في العراق.. فبالإضافة إلى المعطيات والدلائل الكثيرة التي شخصتها مراكز البحوث الاستراتيجية في العالم, عن الأهداف والمخططات الأمريكية في العراق. فإننا نورد دليلا آخر يؤكد عزم الاحتلال الأمريكي على البقاء الطويل في العراق..
واليكم الدليل..
في قلب بغداد الجميلة.. مركز الخلافة الإسلامية في العصر الذهبي. وحاضرة العرب بين ( حي التشريع) وكرادة مريم . من جهة, ومنطقة ( أم العظام) و(القادسية ) من الجهة الجنوبية, التي تضم ( المنطقة الخضراء) وماحولها ستنشأ الولايات المتحدة الأمريكية أكبر سفارة لها في العالم. على امتداد مساحة 42 هكتارا وهو ما يوازي 42 ألف متر مربع, ويمثل ذلك مساحة ستة أضعاف مبنى الأمم المتحدة في نيويورك و80 ملعبا لكرة القدم,, وستتفوق هذه السفارة على مكونات السفارة الأمريكية في ( بكين) التي تكلفت434 مليون دولار.. وأنجزت الولايات المتحدة إجراءات تمليك الأرض بعد أن وافقت الحكومة العراقية على ذلك في عام 2003 بموجب اتفاقية سرية ,حيث تنازلت الأخيرة عن المنطقة الخضراء.. ولنأخذ بضع ثوان كاستراحة مما يمكن أن تتركه هذه السطور على القارئ الكريم من شعور بالانزعاج ونمنح أنفسنا سياحة قصيرة مع تأريخ ( المنطقة الخضراء) التي عرفناها بهذا الاسم في أعقاب الاحتلال الأمريكي للعراق. في حين أنها تدعى ضمن خارطة بغداد التي لم يسمح النظام السابق مطلقا بنشرها. ( بحي التشريع ) وكانت تضم القصر الجمهوري, ومجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء والقيادة القومية والقطرية لحزب البعث وهيئة التصنيع العسكري ووزارة التخطيط,,وعديد من المكاتب الخاصة بالرئاسة العراقية والدور ذات الاستخدامات الخاصة. وفندق الرشيد المخصص لإقامة الوفود الصحفية الأجنبية والشخصيات المهمة. بالإضافة إلى الإذاعة والتلفزيون المركزية ووزارة الثقافة والإعلام ووزارة الخارجية وساحة الاحتفالات الكبرى الرسمية و النصب التذكاري للجندي المجهول والقيادة العامة للجيش الشعبي وبيوت الوزراء وأعضاء القيادة الحزبية والعسكرية العراقية.. ولقد جرى التوسع في هذه المنطقة والاستغلال الرسمي لها في أعقاب 17 تموز 1968 بعد أن كانت تقتصر على القصر الجمهوري الذي سكنه وعمل فيه كل من الرئيسان عبد السلام عارف وشقيقه عبد الرحمن عارف والذي بنيت بنايته الرئيسة أصلا في أواخر عهد الملك فيصل الثاني لتكون بلاطا جديدا وسكنا للملك الشهيد وعروسه الأميرة ( فاضلة ) المنحدرة من أسرة محمد علي باشا الكبير. ولكن ذلك لم يتحقق للملك الشهيد الذي قتل صبيحة الرابع عشر من تموز 1958, وكافة أفراد العائلة المالكة .
نعود إلى قضية السفارة الأمريكية التي ستتكلف 592 مليون دولار بالإضافة إلى مبلغ آخر أضافه( الكونغرس) يبلغ 50 مليون دولار. وتضم السفارة21 بناية مخصصة لاستيعاب 8000 موظف بزيادة30 % عن العدد المحدد من قبل ( الكونغرس). وسوف تضم هذه المباني أجهزة ( سي. آي. أي) واستخبارات(البنتاغون) وتستوعب إقامة الجنود المرتزقة وكل من له صلة بالعلم الأمريكي, بالإضافة إلى محطة كهرباء وأخرى للمياه وأنظمة للصرف الصحي.. وتعمل الشركات الإنشائية منذ الآن على إقامة حمامات للسباحة وشلالات مياه وقاعات( تنس) و( بنج بونج) ومدارس للأطفال ودور عرض سينمائية ومتاجر ( آيس كريم وزبادي) بالإضافة إلى مطار خاص بالسفارة.ذلك هو المخطط للمقر الرسمي للاحتلال تحت ما يسمى ب ( السفارة الأمريكية).
أالقواعد العسكرية الامريكية
وسنمر باختصار شديد على القواعد العسكرية الأمريكية التي يجري العمل الحثيث لإنجازها من قبل شركات متخصصة وهي قاعدة المطار الدولي التي تبعد 20 كم عن مركز بغداد إلى الغرب. وقاعدة( الأسد) في الانبار. وقاعدة( بلد) على مبعدة 50 كم عن العاصمة. إلى الشمال, إضافة إلى قاعدة( تل العير ) قرب الناصرية في الجنوب العراقي. مع قاعدتها المعروفة في شمال العراق. تلك هي عناوين رئيسة لما تخطط له الولايات المتحدة. بل باشرت بتنفيذه على الأرض فعلا.. لتأمين وجودها الدائم في العراق. وهذا يؤشر حقيقة أن كل ما يقال عن انسحاب ا وجدولة انسحاب من العراق. ماهو إلا( ضحك على الذقون) ويأتي من باب ( تهدئة ) خواطر العراقيين.!
ما أوردناه يمثل مناسبة جديدة لدعوة العراقيين الأخيار المحبين للعراق. أن يعوا حقيقة الأهداف الخبيثة للاحتلال, وليعملوا من اجل وحدة أخوية ( وحدة مواطنة) خارج الأطر العرقية والدينية والمذهبية, من اجل إحباط مخططات الاحتلال, وتوفير الظروف الموضوعية لإجباره عل الرحيل عن العراق. وإنهاء تسلطه على رقاب شعبنا الصابر.. ودعوتنا قائمة للحكومة العراقية بأن القرارات المصيرية لن تنتظر طويلا.. وأية خلافات أو اختلافات بينكم وبين القوى الوطنية الرافضة للعملية السياسية والمعارضة لوجود الاحتلال. هي خلافات لايمكن أن تعيق هدف انقاذ العراق مما هو فيه’ والسير بشعبه نحو الأمن والأمان والحياة الحرة الكريمة التي يستحقها هذا الشعب العريق الطيب. كي لا يتحسر العراقي على أزمان مضت.
ولكي لا يقول لسان حاله بحسرة وألم ( زمانك شيخ العكروك على الرك وخله أبو الزمير النذل يضحك عليي)..