لا صحافه من دون حرية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مارأيك باموضوع
لا صحافه من دون حرية
لا صحافه من دون حرية
منذ أن بدأت عملي المهني في بلاط ( صاحبة ألجلاله) قبل حوالي 40 عاما, لم يمتلكني ( الزهو ) كما يمتلكني الآن. لسبب واحد بسيط, يكمن في امتلاك الحرية الكاملة في كتابة ما أريد دونما أية ضغوط أو توجيهات أو صيغ. وهذا هو مفهوم (الحرية ) التي افتقدناها كصحفيين عاملين في ظل النظام الشمولي.. فهذه ( الحرية ) حلمنا بها وافترضناها ستكون وسيلتنا في التعبير عن الأفكار والآمال عندما بدأنا أولى الخطوات..
ولكن الذي حصل أنني ( انتحرت ) على أعتاب أول محاولات ممارسة ( الحرية)! .. حدث ذلك في أوائل عام 1969 عندما كنت محررا في مجلة ( وعي العمال) الأسبوعية, الناطقة بلسان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الذي كان يمثل ( إمبراطورية ) للتنظيم العمالي. وكان من زملائي ( طيب الله ذكرهم ) مؤيد الراوي وجمعة اللامي ووائل العاني وناصيف عواد مشرفا, بعد أن غادرنا طارق عزيز رئيسا لتحرير جريدة ( الثورة ). أوفدت إلى ( العمارة ) لكتابة تحقيقات صحفية حول مشروع سكر القصب الذي كانت تنفذه شركة ( هوائيانأيكومكس) الأمريكية..
وعندما تحريت عن الأمر سمعت أن هناك تجاوزات خطيرة في هذا المشروع بالتواطؤ مع المنظمة الحزبية في العمارة. وقد باشرت التحقيق فوجدت فعلا الكثير من الحقائق ألمذهله عن اختلاسات وسوء تصرف بالمال العام وتجاوز الصلاحيات وضمنت تحقيقي كل تلك الحقائق بشكل مباشرو غير مألوف آنذاك ! وعندما اطلع سكرتير التحرير مؤيد الراوي على تفاصيل التحقيق راقت له فكرة نشره ولان ناصيف عواد فلسطيني عاش معظم حياته بين باريس ولبنان وتشبع بمناخ ( الحرية ) فلم يجد ضيرا من نشر التحقيق. وللمبالغة في الإشارة إلى السبق الصحفي نشر ت عناوين وصور الموضوع على الغلاف الخارجي من ألمجله التي تطبع 300000 ألف نسخة أسبوعيا, تحت عنوان ( فضائح في مشروع سكر القصب ). وبعد يومين( انقلبت الدنيا على رأسي) ورأس مؤيد الراوي.
وخلال هذه الفترة زرت الزميل العزيز حسن العلوي كان يشغل مركز مدير الصحافة في وزارة الإعلام حيث( أتحفني) ببضعة رسائل موجهة إلى وزير الإعلام تتهمني أنني شيوعيا لااحب البعث وأن ما ضمنته تحقيقي افتراء. وتطالب ( بالقصاص ) مني لأني اتهمت بعض قيادات الحزب المهمة ! ولكني قد اعتمدت على الحقائق والأسانيد.. ومن الطرائف التي أوردتها, أن احد المهندسين الأمريكيين يدعى ( جورج بلاكول ) قد استخدم عاملا متخصصا برعاية (ثور ) كان يملكه ! وفي اليوم التالي أبلغني المشرف ناصيف عواد. أن شكوى قد قدمت ضدي إلى عزت إبراهيم الدوري رئيس المكتب المهني. وقد طلب مقابلتي.(. يا ألله الدوري عضو القيادة القطرية مرة واحده).. ياللحظ ألسيء! قصدت العنوان وهو عبارة عن بيت صغير في كرادة مريم شاء القدر أن اواضب فيه بعد حين محررا ثم نائبا لسكرتيرالتحرير في جريدة ( صوت الفلاح ). وعندما ضربت ( الجرس) فتح الباب شاب اسمر( منكوش الشعر ) وقد بدا انه كان نائما على ( أريكة ) في مدخل البيت..
لم اعرفه في البداية, لكنه قدم لي نفسه لاحقا قائلا أنه ( لطيف الدليمي) وقد صار فيما بعد ( لطيف نصيف جاسم ) وشغل منصب وزير الثقافة والإعلام.. أفصحت له عن هدفي.. فرحب بي متمهلا أياي حتى يأتي( ألدوري) وبعد ساعتين, جاء( الدوري) وطلبني, فبسطت أمامه كل الحقائق. وقد شعرت أنه قد مال إلى تصديقي. وختم اللقاء مفيدا أنه سيذهب إلى( العمارة) وسيحقق في الأمر. وأخذ مني كل ما أحمله من وثائق!. وبعد أسبوع, عرفت أن براءتي قد صدرت ! ولكني فقدت وظيفتي لأني ( مغامرا ).. تنفست الصعداء رغم أسفي على فقدان وظيفتي,! وصارت لي هذه ألحادثه ( جويت العجل على ذيله ) . وهو مثل يضرب للتعبير عن عدم العودة إلى عمل جاب السوء لمقترفه !
إنها الحرية التي تمثل أحلى وأروع ما يمارسه الإنسان في حياته . انطلاقا من نزوعه إليها فطريا. وبالتأكيد سيكون سعيدا من يمارسها في عالمنا العربي .. ولكن هل يوجد من يمارسها فعلا ؟.. أشك في ذلك !!
منذ أن بدأت عملي المهني في بلاط ( صاحبة ألجلاله) قبل حوالي 40 عاما, لم يمتلكني ( الزهو ) كما يمتلكني الآن. لسبب واحد بسيط, يكمن في امتلاك الحرية الكاملة في كتابة ما أريد دونما أية ضغوط أو توجيهات أو صيغ. وهذا هو مفهوم (الحرية ) التي افتقدناها كصحفيين عاملين في ظل النظام الشمولي.. فهذه ( الحرية ) حلمنا بها وافترضناها ستكون وسيلتنا في التعبير عن الأفكار والآمال عندما بدأنا أولى الخطوات..
ولكن الذي حصل أنني ( انتحرت ) على أعتاب أول محاولات ممارسة ( الحرية)! .. حدث ذلك في أوائل عام 1969 عندما كنت محررا في مجلة ( وعي العمال) الأسبوعية, الناطقة بلسان الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الذي كان يمثل ( إمبراطورية ) للتنظيم العمالي. وكان من زملائي ( طيب الله ذكرهم ) مؤيد الراوي وجمعة اللامي ووائل العاني وناصيف عواد مشرفا, بعد أن غادرنا طارق عزيز رئيسا لتحرير جريدة ( الثورة ). أوفدت إلى ( العمارة ) لكتابة تحقيقات صحفية حول مشروع سكر القصب الذي كانت تنفذه شركة ( هوائيانأيكومكس) الأمريكية..
وعندما تحريت عن الأمر سمعت أن هناك تجاوزات خطيرة في هذا المشروع بالتواطؤ مع المنظمة الحزبية في العمارة. وقد باشرت التحقيق فوجدت فعلا الكثير من الحقائق ألمذهله عن اختلاسات وسوء تصرف بالمال العام وتجاوز الصلاحيات وضمنت تحقيقي كل تلك الحقائق بشكل مباشرو غير مألوف آنذاك ! وعندما اطلع سكرتير التحرير مؤيد الراوي على تفاصيل التحقيق راقت له فكرة نشره ولان ناصيف عواد فلسطيني عاش معظم حياته بين باريس ولبنان وتشبع بمناخ ( الحرية ) فلم يجد ضيرا من نشر التحقيق. وللمبالغة في الإشارة إلى السبق الصحفي نشر ت عناوين وصور الموضوع على الغلاف الخارجي من ألمجله التي تطبع 300000 ألف نسخة أسبوعيا, تحت عنوان ( فضائح في مشروع سكر القصب ). وبعد يومين( انقلبت الدنيا على رأسي) ورأس مؤيد الراوي.
وخلال هذه الفترة زرت الزميل العزيز حسن العلوي كان يشغل مركز مدير الصحافة في وزارة الإعلام حيث( أتحفني) ببضعة رسائل موجهة إلى وزير الإعلام تتهمني أنني شيوعيا لااحب البعث وأن ما ضمنته تحقيقي افتراء. وتطالب ( بالقصاص ) مني لأني اتهمت بعض قيادات الحزب المهمة ! ولكني قد اعتمدت على الحقائق والأسانيد.. ومن الطرائف التي أوردتها, أن احد المهندسين الأمريكيين يدعى ( جورج بلاكول ) قد استخدم عاملا متخصصا برعاية (ثور ) كان يملكه ! وفي اليوم التالي أبلغني المشرف ناصيف عواد. أن شكوى قد قدمت ضدي إلى عزت إبراهيم الدوري رئيس المكتب المهني. وقد طلب مقابلتي.(. يا ألله الدوري عضو القيادة القطرية مرة واحده).. ياللحظ ألسيء! قصدت العنوان وهو عبارة عن بيت صغير في كرادة مريم شاء القدر أن اواضب فيه بعد حين محررا ثم نائبا لسكرتيرالتحرير في جريدة ( صوت الفلاح ). وعندما ضربت ( الجرس) فتح الباب شاب اسمر( منكوش الشعر ) وقد بدا انه كان نائما على ( أريكة ) في مدخل البيت..
لم اعرفه في البداية, لكنه قدم لي نفسه لاحقا قائلا أنه ( لطيف الدليمي) وقد صار فيما بعد ( لطيف نصيف جاسم ) وشغل منصب وزير الثقافة والإعلام.. أفصحت له عن هدفي.. فرحب بي متمهلا أياي حتى يأتي( ألدوري) وبعد ساعتين, جاء( الدوري) وطلبني, فبسطت أمامه كل الحقائق. وقد شعرت أنه قد مال إلى تصديقي. وختم اللقاء مفيدا أنه سيذهب إلى( العمارة) وسيحقق في الأمر. وأخذ مني كل ما أحمله من وثائق!. وبعد أسبوع, عرفت أن براءتي قد صدرت ! ولكني فقدت وظيفتي لأني ( مغامرا ).. تنفست الصعداء رغم أسفي على فقدان وظيفتي,! وصارت لي هذه ألحادثه ( جويت العجل على ذيله ) . وهو مثل يضرب للتعبير عن عدم العودة إلى عمل جاب السوء لمقترفه !
إنها الحرية التي تمثل أحلى وأروع ما يمارسه الإنسان في حياته . انطلاقا من نزوعه إليها فطريا. وبالتأكيد سيكون سعيدا من يمارسها في عالمنا العربي .. ولكن هل يوجد من يمارسها فعلا ؟.. أشك في ذلك !!
????- زائر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى